فلا بد أن نشخص سبب هذا الضعف، ولا بد أن نفرق بين ضعف الذاكرة الحقيقي وبين عدم القدرة على التركيز أو التشويش في التفكير، وعمومًا توجد أسباب عضوية لضعف الذاكرة وتوجد أسباب نفسية لضعف الذاكرة أو عدم القدرة على التركيز. ومن الأسباب العضوية لضعف الذاكرة بالطبع مرض العته أو الخرف الذي يصيب كبار السن، وإن كنا نشاهد الآن بعض الحالات لدى متوسط العمر، كما توجد حالات ناتجة عن نقصان فيتامين (B4)، حيث أن نقصانه يؤدي إلى ضعف الذاكرة، كما أن عجز الغدة الدرقية والإبطاء في إفرازها قد يؤدي إلى ضعف الذاكرة، فهذه أهم الأسباب العضوية وتوجد أسباب عضوية أخرى. وهذه الحالات تعالج، لأن فيتامين (B4) يمكن تعويضه، وهذا يؤدي إلى تحسن الذاكرة، كما أن ضعف الغدة الدرقية يمكن أن يصحح وذلك بتناول الهرمون الناقص، وهذا سوف يؤدي إلى تحسن الذاكرة. وأما أمراض العته أو الخرف أو علة الزهايمر فهذه لا يوجد علاج لها نستطيع أن نقول أنه علاج شاف، ولكن هناك نوع من الأدوية إذا اكتشفت الحالة في بدايتها وأعطيت هذه الأدوية سوف تساعد كثيرًا في تحسين الذاكرة أو على الأقل منع تطور وتقدم المرض، ومن هذه الأدوية عقار يعرف باسم (آرسبت Arcipet) وعقار آخر يعرف باسم (ريمانيل Remanyl) وعقار ثالث يعرف باسم (إبكسا Ebixa)، فهذه الأدوية لا تستعمل إلا في حالات ضعف الذاكرة العضوي ولا بد أن تكون تحت إشراف طبي. وأما ضعف الذاكرة النفسي فهو كثير وموجود، وهو عدم القدرة على التركيز، من أكبر أسبابه القلق النفسي، فالقلق النفسي يؤدي إلى تشتت الأفكار، وأيضًا الاكتئاب النفسي من الحالات التي تؤدي إلى ضعف الذاكرة، وكذلك الوسواس القهري قد يؤدي إلى تشتت في الأفكار لأن الإنسان يكون مشغولا بأفكار معينة. وأما مرض الفصام - وهو مرض عقلي رئيسي - فإن المريض يصاب بضعف في التركيز بدرجة كبيرة، وتناول الخمور يؤدي في نهاية المطاف إلى ضعف في الذاكرة، كما أن تناول الحشيش يؤدي إلى ضعف في الذاكرة ويفقد الإنسان القدرة على التفكير السليم وحتى الطموح. ومن أكبر الأسباب النفسية هو القلق النفسي، فأي إنسان يعاني من ضعف في الذاكرة يجب أن يبحث في هذا الأمر وأن يعالج القلق النفسي وذلك بمحاولة إزالة الأسباب وممارسة تمارين الاسترخاء وممارسة الرياضة تعتبر أيضًا فعالة جدًّا وتناول الأدوية المضادة للقلق والتوتر، وهذا هو نفس منهج العلاج بالنسبة للاكتئاب النفسي، فإن الاكتئاب النفسي من أكبر مسببات ضعف الذاكرة ويعالج بالطبع عن طريق تناول الأدوية المضادة للاكتئاب النفسي. ولقد وجد أن ممارسة الرياضة تحسن كثيرًا في الذاكرة، كما أن تنظيم الوقت والنوم المبكر من أفضل الطرق لتحسين الذاكرة، وتناول كوب من الشاي والقهوة المركزة أيضًا يساعد البعض على تحسن الذاكرة، ومن أهم الأشياء التي يجب أن يلجأ إليها الإنسان هو أن يحاول أن يركز على موضوع واحد، فالإنسان قد تأتيه عدة مواضيع يفكر فيها ولكنه يجب أن يصر على نفسه أنه سوف يفكر في موضوع واحد في وقت واحد، وهذا يؤدي إلى مزيد من التركيز، فالقراءة بتمعن وتوجيه كل الحواس نحو ما يقرأ هذا يساعد كثيرًا، ولا بد للإنسان أن يكرر ما يقرأه. وهناك بعض الناس لديهم ضعف في التركيز لأشياء معينة مثل الأسماء وحفظ الأرقام وغير ذلك، وهنا يجب على الإنسان أن يكرر وأن يحاول أن يربط الشكل بالاسم، فإذا كان ينسى أسماء الناس فدائمًا يحاول أن ينظر إلى شيء يميز هذا الإنسان وبعد ذلك يحاول استذكار اسمه، ولقد وجد أن تلاوة القرآن الكريم بتؤدة وتمعن ومحاولة حفظه لا شك أنها تقوي الذاكرة. وأما بالنسبة للأدوية التي تقوي الذاكرة فلا أعتقد أن هناك دواء يقوي الذاكرة ولكن البعض أشار أن عقار (نترابيل Nootropil) ربما يحسن الدورة الدموية لدى بعض الناس في المخ، وهذا يؤدي إلى تقوية الذاكرة، كما أن البعض يستعمل نوعا من الفيتامينات المركزة، وهذه يقال أنها تساعد على تقوية الذاكرة، وعشبة (الناردين) ذكر أنها تقوي الذاكرة، ولكن أي إنسان يتناول الطعام بصورة متوازنة ويطبق التمارين السابقة فأعتقد أنه إن شاء الله تعالى سوف يكون بخير فيما يخص الذاكرة. فلا تلجأ لاستعمال الأدوية من أجل أن تقوي ذاكرتك فهي ليست ذات فائدة كثيرة، والمناهج الطبيعية والعلاجات السلوكية السابقة الذكر هي الأفضل، نسأل الله لكم التوفيق والسداد. | |
|
موضوع .كوم http://mawdoo3.com/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%81%D8%AD%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3%D9%8A%D8%A9
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق