تتفاوت أعراضها حسب درجة انخفاض الهيموغلوبين
|
الأنيميا (فقر الدم) هي حالة يكون فيها الدم محتوياً على عدد قليل من خلايا الدم الحمراء، مما يسبب انخفاض مستويات الهيموغلوبين، البروتين الذي يوجد داخل خلايا الدم الحمراء، الذي ينقل الأوكسجين من الرئتين إلى جميع أنسجة الجسم. في حديثها الى "صحتك" تشير الدكتورة ناهد جانودي استشارية أمراض باطنية بمستشفي الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة، الى أن للأنيميا أسباب كثيرة، وتنقسم أساساً إلى قسمين رئيسيين كبيرين، هما: حالات الأنيميا الناتجة عن نقص أو عيب في إنتاج خلايا الدم الحمراء، وحالات الأنيميا الناتجة عن زيادة تكسير أو تحلل الخلايا الحمراء في الدم.
وتضيف بأن هناك حوالي من 10% إلى 15% من النساء في الولايات المتحدة يعانين حالة من الأنيميا الطفيفة، على الأقل، والتي لا تسبب أية أعراض ويتم اكتشافها غالباً من خلال الفحص الروتيني للدم، مثل الإحصاء أو العد الكامل لخلايا الدم الحمراء. وهذا يرجع في الغالب إلى نقص الحديد.
أما في الحالات الأكثر شدة، فيمكن للانيميا أن تسبب الصداع والإرهاق وصعوبة التنفس والدوخة. كما يمكن أن تسبب زيادة في معدل دقات القلب ومعدل التنفس وذلك لتعويض نقص الاوكسجين في مجرى الدم.
* انتاج خلايا الدم الحمراء وانخفاضه * تضيف د. الجانودي أن إنتاج خلايا الدم الحمراء يبدأ في نخاع العظم، حيث توجد خلايا غير ناضجة تسمى الخلايا الأساسية أو القاعدية، وهذه تبدأ في التميز أو التطور إلى خلايا الدم الناضجة. ومع تميز خلايا الدم الحمراء يتكون فيها الهيموغلوبين الضروري لنقل الاوكسجين إلى جميع أجزاء الجسم. بعد حوالي خمسة أيام في نخاع العظم يبدأ انطلاق خلايا الدم الحمراء (والتي تسمى الخلايا الشبكية في هذه المرحلة) إلى مجرى الدم، حيث يكتمل نضجها وتستمر في الدوران والحياة لمدة حوالي 4 شهور. وهناك حالات يثبط الإنتاج فيها منها سوء التغذية، الفقد المزمن للدم، واضطرابات الجهاز الهضمي التي تثبط امتصاص العناصر الغذائية مسببة نقصان بعض المعادن مثل الحديد وفيتامين "بي 12" (كما يحدث في حالة الأنيميا الخبيثة)، أو حمض الفوليك الضروري لإنتاج خلايا الدم الحمراء.
الأنيميا الأبلاستية أو اللا تكونية Aplastic Anemia (التي يحدث فيها تثبيط لتكون جميع أنواع الخلايا في نخاع العظم)، تقلل عدد خلايا الدم الحمراء بالإضافة إلى خلايا الدم البيضاء والصفيحات.
كما أن الحالات المرضية المزمنة مثل السرطان وبعض حالات العدوى والفشل الكلوي يمكن أيضاً أن تقلل إنتاج خلايا الدم الحمراء.
* فقدان الدم
* النزيف سبب رئيسي للأنيميا، مثل النزيف من الجهاز الهضمي (قرحة المعدة أو السرطان المعوي)، نزيف الجهاز البولي أو الاصابات والحوادث. ويميل الشخص للنزف المتكرر إذا أصيب بحالة نقص الصفيحات الدموية التي تساعد على تجلط الدم ويصبح أكثر عرضة للإصابة بالأنيميا. وتصاب النساء بالانيميا نتيجة لكثافة دم الحيض.
* تحلل خلايا الدم الحمراء
* حالة تسمى أنيميا التحلل الدموي يحدث فيها تكسير أو تحلل لخلايا الدم الحمراء بمعدل أسرع من معدل إنتاجها، وهذا يمكن أن ينتج عن تفاعل غير طبيعي لبعض الأدوية أو حالات العدوى، كما يمكن أن تحدث لأسباب غير واضحة.
واخيرا فان النصائح التي يقدمها خبراء في كلية الطب في جامعة هارفارد الاميركية انه اذا إذا وجد الطبيب أنك مريض بالأنيميا، فإن السؤال التالي هو: هل تحتاج إلى اختبارات واسعة النطاق لمعرقة سبب إصابتك بالأنيميا؟ فلدى المرأة التي تحيض مثلاً يكون السبب الرئيسي للأنيميا هو نقص الحديد بسبب فقده في دم الحيض، فالمرأة الحائض لا تكون في حاجة إلى اختبارات واسعة النطاق. ويمكنها تعويض الحديد المفقود بتناول أحد مكملات الحديد.
من ناحية أخرى، فبالنسبة للمرأة التي دخلت سن انقطاع الطمث ، فإن سبب الانيميا بالطبع ليس فقد دم الحيض! وعلى الطبيب أن يجري اختبارات أخرى، وهذا ينطبق على الرجل ايضا. فإذا كان سبب الأنيميا هو نقص الحديد، فربما أنك تفقد دماً من موضع آخر من جسمك. فمثلاً ربما تحتاج إلى اختبارات للقناة المعوية للتأكد من أنك لا تعاني من حالة نزيف من سرطان مختلف. أو قد تكون الأنيميا بسبب حالة أخرى، بجانب نقص الحديد، وتحتاج إلى اختبار إضافي لتشخيصها.
* الفحوص المختبرية الشائعة
* إحصاء كامل لخلايا الدم: وذلك لتحديد كمية خلايا الدم الحمراء بما تحتويه من الهيموغلوبين. هذا الاختبار يشمل غالبا قياس حجم خلية الدم الحمراء، وهذا ما يمكن أن يفرق بين حالة نقص الحديد وكل من نقص فيتامين بي12 ونقص حمض الفوليك، كما أنه يقيس كمية وأنواع خلايا الدم البيضاء والصفيحات الدموية. ·اختبار الدم المختفي في البراز: للكشف عن الدم الذي يخالط فضلات البراز وغير ظاهر للعيان بوضوح.
·مسحة من الدم السطحي: عن طريق وخز طرف الأصبع وأخذ نقطة دم وفحصها تحت المجهر (الميكروسكوب) وذلك لملاحظة شكل خلايا الدم الحمراء وملاحظة وجود أي شذوذ في خلايا الدم البيضاء والصفيحات. ·إحصاء الخلايا الشبكية: لمعرفة ما إذا كان نخاح العظم ينتج ما يكفي من خلايا دم جديدة. الخلايا الشبكية هي خلايا دم حمراء غير ناضجة. ·مستويات الدم من العناصر الغذائية: مثل فيتامين بي 12 وحمض الفوليك والحديد.
·اختبارات أخرى: لاختبار وظائف الكلى أو وظائف أعضاء أخرى مثل الغدة الدرقية أو الكبد.
* أسئلة مهمة تحدد مدى اصابتك بالأنيميا
* الأنيميا ليست مرضاً فحسب، ولكنها علامة تحذيرية لأمراض خطيرة عديدة، فإذا شك طبيبك في احتمال وجود الأنيميا، فسوف يوجه إليك عددا من الأسئلة، منها: 1. هل يحدث لك نزيف من الأنف؟ أو هل تصاب بالكدمات بسهولة؟ هل تصاب بنزيف من اللثة أكثر من المعتاد عندما تنظف أسنانك بالفرشاة؟ هل لاحظت يوما دما أحمرا قانياً مع فضلات البراز أو على ورق "التواليت"؟ هل لاحظت يوما أن فضلات البراز لها لون أسود كالقطران؟ أو هل لاحظت أن البول لونه داكن؟
2. هل تتناول الأسبرين أو غيره من العقاقير اللا ستيرويدية المضادة للالتهاب؟ فهذه الأدوية وغيرها يمكن أن تسبب تآكلا لبطانة المعدة ونزيفاً منها.
3. هل تشرب الخمور؟ فالخمور أو الكحوليات تهيج المعدة وتزيد قابلية حدوث النزيف، كما يمكن أن تعوق إنتاج الدم.
4. هل تصاب بحرقة الفؤاد أو اضطراب في المعدة؟ فهذا يمكن أن يكون علامة على الارتجاع المعدي المريئي، أو سرطان القولون. وكل منهما يمكن أن يزيد فقدان الدم.
5. هل تصاب بإسهال؟ فالإسهال يمكن أن يعوق امتصاص عناصر غذائية مهمة مثل الحديد والفيتامينات.
6. ما هو نظامك الغذائي؟ فمن المعلوم أن الفيتامينات المهمة مثل حمض الفوليك يمكن الحصول عليها من الفواكه والخضراوات الطازجة.
7. هل تتبرع بدمك بانتظام؟ لإن التبرع بالدم دون تعويض الحديد المفقود يمكن أن يؤدي الى أنيميا نقص الحديد.
8. هل تورطت في علاقات جنسية محفوفة بالأخطار؟ أو هل تعاطيت بعض العقاقير المخدرة بالحقن الوريدي؟ فهذه الأوضاع الخاطئة يمكن أن تعرض للعدوى بفيروس نقص المناعة البشري HIV الذي يكون غالبا مصحوباً بالأنيميا.
9. بالنسبة للنساء، هل الدورات الشهرية غزيرة النزف أو كثيرة التكرار؟ هل هناك قرح بالمعدة أو أورام ليفية في الرحم؟ وهل أنت حامل؟ فالنساء الحوامل أكثر تعرضاً لنقص الحديد.
وسوف يجري لك الطبيب فحصاً طبيا، ويبحث عن وجود أي أشياء غير طبيعية، ويطلب فحص فضلات البراز لاحتمال وجود الدم فيها. في حالات نادرة ، يمكن أن يجعل نقص الحديد الأظافر هشة تشبه الملعقة والجلد جافاً خشناً مع شقوق في زاويتي الفم، واللسان ملتهباً.
وإذا لم تفلح هذه الاختبارات في الكشف عن سبب الأنيميا، فقد يكون من الضروري أخذ عينة من نخاع العظم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق